عادت فريال الشهباني إلي الواجهة من تونس لتكتب من جديد، و هذه المره بمقال إجتماعي يستحق الإهتمام و التمعن من قبل المجتمعات تحت عنوان: المؤسسة الأكثر تأثيرا في الوجود .. كتبت:
تواجه معظم المجتمعات في الوقت الحالي العديد من التحديات في ظل الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، فعلى كل المجتمعات إن أرادت البقاء و النمو أن تتجرد من السطحية و تنظر في الأعماق لتحديد إستراتيجيات ناجعة .. أتحدث كمرأة كبرت و ترعرعت في تونس و سط مجتمع شرقي متشبعة بقيم الأصالة و تباحثت عن كثب في مختلف شرائح المجتمع و عاداته و تقاليده، لست مختصة في علم الاجتماع أو باحثة في تاريخ الحضارات إنما أمانة تمكني من علم البرمجة اللغوية العصبية و التصرف الاستراتيجي تقتضي مني المساهمة.
في تونس و منطلقا من التشخيص الاستراتيجي هو عبارة عن تعيين المرض من خلال أعراضه أو تعيين طبيعة عدم الاداء الوظيفي من أجل الوصول إلى أهداف محددة بعيدا عن السطحية وبوضع مسببات العلة في كنف المجهر حتى نتمكن منها بمختلف أبعادها وجوانبها وحتى تصنيف درجة حدة وقعها.
اليوم نرى المعجم السلبي الناقد يترأس أكبر المجالس السياسية حول مختلف الشرائح وطبقات المجتمع، بداية من مسؤول فاسد إلى رتبة مواطن غير صالح إلى طفل أو تلميذ غير سوي، طبعا دائما حسب معيار النظرة المجتمعية السائدة.
هل تساؤلنا يوما عن أن ذلك العنصر البشري الموشح بجملة المعايير التقديمية ما هو إلا نتاج لمؤسسة ما امتزج وقعها مع جوانب الحياة؟ نعم لقد تلقينا منهجيات التصرف عن أكبر مؤسسات العالم و أشهرها و تناسينا أهمها و أقواها مؤسسة العائلة : من هنا تبدأ القصة و من هنا تبدأ الحكاية أين ينشأ فرد الغد محاطا بكم هائل من العادات و التقاليد و القيم التي في جلها مرتكزة على ما لا يجب فعله عوضا على ما يجب فعله حتى تختلط المفاهيم و تنعدم صفاء الرؤيا عوض عن تكوين فرد قادر على فلترة المصطلحات تجده يتخبط بين العادة و العبادة لدرجة أن السائد الصواب بغض النظر حتى عن الهوية التي تقر بدولة عربية مسلمة لما بداخل هذا المفهوم من تعقل و اخلاق نشرة بسيرة نبوية عطرة و قرآن كريم.
من العيب أن يلتمس ذلك الطفل الناشئ سلوكيات الحب والاحترام بين أبويه لأن ما سبق وساد أن من يكفلانه يلتقيا بمباركة الأسلاف في ظل مسافة روحية من العادة المباركة الحفاظ عليها.
الحمد لله أن تواجد العيب والغير مؤلوف لم ينفي تواجد العادي الذي لا ريب منه في نفس هذه المؤسسة المزوقة بعقد محفوظ تلمح ذلك طفل اليوم متعطشا إلى حنان الأم ورعايتها في وطئ حياتها المهنية المنهكة. هنيئا لتلك المناضلات نحن نفتخر بمكانة المرأة وفعالياتها في الحياة المهنية والعامة كما نثمن في نفس الوقت دورها الضروري داخل مؤسسة الأسرة هي الدفيء والحنان وحتى العامل الضامن لمناخ أسري معتدل في بعض وضعيات الأنانية الذكورية من طرف شريك شرقي تعايش معها منذ النشأة ويصعب استئصالها لأن ما فات يمكن قولبته لمستقبل أكثر إشراقا وحتى نكون أكثر ليونة هذه الأم تراوح بين مسؤولية ضخمة في ظل تبني دور أب يمضي مجمل وقته كادحا بحثا عن الاكتفاء الاقتصادي.
فبحيث اليوم أردنا أم أبينا.. الوضع يقتضي أن نتباحث في أبجديات مؤسسة الأسرة وما جد عليها من أضرار جسيمة ساهم في انتاج فرد يمثل جزء منظومة بالعودةً الى فلترة دقيقة لما توارثناه الى ما هو صائب حسب العقل ومباهج السنن.
الانسة فريال الشهباني ناشطه تونسية في المجتمع المدني و الشأن العام و كتبت قبل ذلك عن ظاهرة الانتحار
إقرأ أيضا:
https://arabi.gr/%d9%81%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%a8%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%b1-%d9%88-%d9%83%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a9/