البذرة كي تعطي سنبلة أصيلة ذهبية و شامخة يجب الحفاظ عليها و تثمين اللحظات الأولى من عمرها التي تمثل المرحلة الأساسية لبلوغ مرحلة العطاء النقي .
ومن المؤكد أن المثالية لا يمكن بلوغها في حين يمكن تتويجها بالحفاظ على المبادئ كركيزة نحن لا نملك ميزان العدل، كي نلقي الأحكام فقط ، بإمكاننا الملاحظة و التحليل و الاستنتاج بماهية العقل و الحكمة التي يتميز بها قراءنا.
و بالعودة إلى تلك البذرة الناشئة.. من أين بدأت رحلة الإنسانية لذلك السياسي منذ نشأة الطفولة في محيط عائلي اجتماعي، أين يستوجب تثمين مصطلح الطفل بعيدا عن الدلالة العمرية بقدر المكانة الوجودية، حيث تكاد وضعية نشأته السليمة ليس لها ضمانات ثابتة بمجتمعاتنا العربية في بعض العينات، ربما هذه العينة تكون مختلفة، ربما تكون موجودة بصفة متفشية جدا.. هذا ما تقرره أنت كقارئ.
و بالعودة إلي سياق حديثي إلي بداية نشأة ذلك السياسي، فباب الخيال يفتح كي يجسد طفولته، من تراكمات في الظاهر قد تبدوا بسيطة ، أو على المدى البعيد، تأثيراتها تجني ثماره مجتمعاتنا من بعض سياسيها، مما ينجر عنها الولوج إلى متاهة إثبات الذات، جراء مركب النقص الناتج عن مرحلة نشوء لم يجد فيها ذلك الطفل نفسه، و من هنا تبدأ رحلة ذلك الكهل في البحث عن حاجة الاكتمال للشخصية، جراء سبب عميق يتمثل في محيط لم ينجح في الحفاظ عليه، بدوره مند بداية النشوء. و من هنا يبدأ ظهور الانعكاسات التي شملت كل القطاعات بعد أن كبرت تلك البذرة، و مساسها بمراكز الحكم، كي يلحق ضرر مخلفات حاجة تحقيق اكتمال الشخصية في شتى القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية كي يتعرف و يصل إلي مصالح الشعب و الوطن. و يصير نقص اكتمال الشخصية بضاعة قابلة للبيع و الشراء كل حسب درجة الحاجة و إشباع الغريزة .
و الحديث عن السياسي المنبوذ ليس محور اتهام، بل محاولات لضمد معاناته في خضم السطحية الفكرية ، و تثمين صوت شعبنا النابذ للباطل و المحب للحق .
إذن صوت كل مفكر استراتيجي منا واجب التوعية بأهمية حسن تنشئة بذور واثقة و مكتملة و محاولة العمل على تفعيل المراقبة الإصلاحية الذاتية لكل سياسي حتى لا يمثل عدوا لذاته. و تفعيل مصطلح وحدة الشعب في ظل فاعلية الهياكل القضائية و الأمنية و العسكرية على احسن وجه بهدف الحفاظ على أوطاننا و بلادنا.
الآنسة فريال الشهباني.. تونسية ناشطة في المجتمع المدني و مختصة في إدارة الأعمال و التصرف الاستراتيجي
