أكد وزير الخارجية اليوناني، جورج جيرابيتريتيس، أن وزارة الخارجية اليونانية وضعت خطة متكاملة لمواجهة التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط في ضوء التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، بالتزامن مع متابعتها الدقيقة للأوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن تعزيز الحضور الدبلوماسي لليونان في ليبيا وسط الأزمات الداخلية المتواصلة هناك.
و في ضوء التقارير الواردة حول الصراع الإيراني الاسرائيلي، أوضح جيرابيتريتيس أن الخارجية اليونانية فعّلت خطط الطوارئ لحماية الجالية اليونانية في كل من إسرائيل وإيران. وأشار إلى أن عدد المواطنين اليونانيين المتواجدين في إسرائيل يبلغ نحو 4500 شخص، فيما يقيم في إيران ما بين 50 إلى 70 يونانياً.

وأكد الوزير أن السفارة في تل أبيب والقنصلية في القدس باشرتا عمليات حصر وتواصل مع جميع المواطنين، وتم فتح خطوط اتصال مباشرة لتقديم الدعم والإرشادات، مع إعداد خطة إجلاء جاهزة للتنفيذ في حال تصاعد الوضع الميداني بشكل خطير. وقال: «نحن في حالة استنفار دائم ومستعدون لأي تطورات قد تطرأ».
وفي سياق متصل، أكد جيرابيتريتيس أن اليونان تتابع عن كثب الأوضاع الإنسانية والأمنية في قطاع غزة، في ظل تواصل العمليات العسكرية وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. وشدد على أن بلاده تدعو إلى التهدئة وضبط النفس، مع التأكيد على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في مناطق النزاع.
أما في ما يتعلق بالملف الليبي، فقد شدد وزير الخارجية على تعقيد المشهد الداخلي الليبي في ظل الانقسام الحاد بين الأطراف السياسية هناك، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والأمنية. وأكد أن اليونان تعتمد سياسة متوازنة تجاه جميع الفرقاء الليبيين وتسعى إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي في البلاد لمتابعة التطورات عن كثب.
وأوضح جيرابيتريتيس أن أثينا أعادت تفعيل سفارتها في العاصمة طرابلس وقنصليتها في مدينة بنغازي من أجل ضمان تواصل دائم مع كافة المكونات السياسية والاجتماعية في ليبيا، مشيراً إلى أن هذا الحضور النشط يهدف إلى حماية المصالح الوطنية اليونانية والمساهمة في دعم الاستقرار الإقليمي في شرق المتوسط.
ختاماً، شدد وزير الخارجية اليوناني على أن بلاده تتحرك بدبلوماسية هادئة لكنها فعالة في مواجهة عالم مليء بالتحديات، مع المحافظة على أمن مواطنيها والمساهمة في استقرار المناطق المضطربة المحيطة بها.