أخبار اليونان و قبرص بالعربي

حل لغز مقتل بريطانية في اليونان على يد زوجها الطيار

    ألقت الشرطة اليونانية القبض على الطيار بابيس أناغنوستوبولوس (33 سنة)  بعد حضوره جنازة زوجته التي أقيمت في جزيرة ألونيوسوس التي نشأت فيها، وكان الزوج قد ادعى في وقت سابق أن زوجته قتلت على يد ثلاثة أشخاص اقتحموا بيته بغرض السرقة وقاموا بتقييده، غير أن روايته لم تكن مقنعة للسلطات التي لم تعثر على أي دليل يرشد إلى العصابة التي ادعى الزوج أنها قتلت زوجته خنقا ثم سرقت 15 ألف يورو نقدا، كما قال أن اللصوص قتلوا أيضا كلب للعائلة.

 

   و استطاعت الشرطة و التي كانت تشك في الجريمة منذ البداية، استطاعت  فك لغز القضية عندما راجعت نظام المراقبة في بيت الزوجين، وكذلك الساعة الذكية التي كانت الزوجة ترتديها والتي ساعدت الجهات المختصة على تحديد زمن وفاتها بدقة، حيث تبين أن قلبها مازال ينبض في الوقت الذي ادعى فيه الزوج أنها قد قتلت فيه، كما اكتشفت الشرطة أن الزوج قد استخدم هاتفه وتجول في المنزل في نفس الوقت الذي قال فيه إنه مقيد، كما كشف نظام المراقبة المنزلي أن تسجيلات الفيديو الخاصة بالحادثة قد تمت إزالتها.

 

    وكانت الضحية  «كارولين كروتش» و هي بريطانية الأصل  و  تبلغ من العمر 20 عاما قد انتقلت مع أسرتها للعيش في  جزيرة ألونيسوس  اليونانية عندما كانت طفلة، ومن ثم انتقلت بعد زواجها للعيش مع زوجها وطفلها في إحدى ضواحي العاصمة اليونانية أثينا، و بالتحديد في منطقة جيليكا نيرا.


   وبعد حدوث الجريمة في الحادي عشر من مايو الماضي، أعلنت الشرطة مكافأة قيمتها 300 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إلى ضبط العصابة المزعومة واصفة الجريمة في بيان بـ”المروعة”.

 

    وعن تفاصيل القبض على الزوج، فقد أبلغته الشرطة بأن معلومات جديدة قد تكشفت حول قضية مقتل زوجته وأن عليه مرافقة الشرطة إلى أثينا، وبوصوله إلى العاصمة وجهت إليه تهمة القتل، وألقي القبض عليه، وبعد ثمان ساعات متواصلة من التحقيق اعترف بجريمته.


  يشار إلى أن الزوج كان قد نشر عبر حسابه على إنستغرام صورة لزوجته من زواجهما بعد خمسة أيام على الجريمة معلقاً “معاً إلى الأبد، الوداع يا حبيبتي”.

 

و يتضمن التحقيق  المكون من 26 صفحة والذي كتبته الشرطة حول القضية أيضًا مقتطفات من مذكرات كارولين  والتي تصف التوترات مع زوجها ، والتي لا تبرر بالتأكيد الفعل الشنيع الذي قام به الطيار البالغ من العمر 33 عامًا لقتل زوجتة وأم طفلهما.


  و كانت الضحية قد وصف التوترات المستمرة والمشاجرات الشديدة في اليوميات التي تحتفظ بها إلكترونيا و منها   ” قلت له إنني كنت أفكر قبل أن أحمل أن أتركه ” ،  و أيضا  في 15 نوفمبر 2019 ، كتبت كارولين في اليوميات:

عمري 18 سنة وأريد أن أحاول إنجاب طفل! لم أخبر بابي بعد. لأننا تشاجرنا اليوم .

ملاحظة أخرى من كارولين في يومياتها: “بالأمس تشاجرت مع بابي لأن (بسبب) حالتي  تعصبت  عليه. اتصلت به ،  وقلت له إنني لا أريد طفلنا. لم نتحدث عن ذلك على الإطلاق أمس واليوم استيقظنا جيدًا ، وأكلنا ، وقضينا وقتًا ممتعًا ، لكن بعد الظهر سألني عن أمس. أنا لست على ما يرام ، أنا مستاء للغاية ، من الواضح أنني لن أؤذي طفلي أبدًا. حبي لهذا أكثر من أي شيء آخر في العالم.

 

هناك ملاحظة أخرى تقول في 30/12/19: “اليوم تشاجرت مع بابي. بعد فترة وجيزة من تناول الإفطار …

في مذكرة أخرى بتاريخ 31/12/19 كتب: “لقد تشاجرت مع بابي مرة أخرى. هذه المرة كثيرا. ضربته وشتمته وكسرت الباب. كل ما أردت فعله هو سؤاله عما إذا كنت بخير عندما استيقظت. استيقظت ضعيفًا جدًا ومتعبًا. أفكر في المغادرة. للذهاب إلى أختي ، لا أعرف إذا كان بإمكاني الاستمرار مع بابي. أحبه كثيرا لدرجة أنني لا أستطيع أن أتركه وأترك ​​هذه العلاقة تؤذيني “.

 

   في ملاحظة أخرى في 3 يوليو  2020 ، كتبت: “اليوم بلغ طفلي الصغير شهرًا واحدًا واليوم هو اليوم الذي أخبرت فيه بابي أنني أريد مغادرة المنزل … شعرت وأشعر بالبؤس. لذلك بقيت معه حتى لا تكبر ابنتي بدون والديها.

 

   يذكر أن  هذه الحادثة سلطت  الضوء على جانب مختلف من التكنولوجيا الحديثة التي دائما ما تتهم باختراق خصوصية مستخدميها، غير أنه كان لها الدور الحاسم في كشف ملابسات هذه الجريمة التي راحت ضحيتها أم لطفله مازالت صغيره.

 

Exit mobile version