الانتحار هو الإقدام المتعمد على قتل النفس إثر بلوغ النقطة الأخيرة من مقاومة الصراع النفسي الداخلي بعلاقة مع مسببات خارجية قد انعكست سلبا على التوازن النفسي للإنسان، هذا التعريف منطقي و يحمل بعد خارجي واضح لهده الظاهرة في حين أن الحل يكمن في التعمق أكثر للتوصل إلى نواة الفيروس و هدا ما تهدف له البرمجة اللغوية العصبية .
و البرمجة اللغوية العصبية هي حركة سلوكية نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي عام 1975 من قبل ريتشارد باندلر و جون غريندر و هما عالمين في عام الكمبيوتر و العلم اللغوي، و تتمثل أطروحتهما في أن تطور العقل عندنا في البداية مرتبط بالتجارب التي نعيشها و ببرامج التشغيل إلا واعي وتحدد هده البرامج تعبيرنا الواعي و ألا واعي و سلوكياتنا الخارجية .
كما أن البرمجة اللغوية العصبية هي تجسيد إلي أن العالم الحقيقي الذي يدركه الفرد هو داخل عقله . و المشكل الحقيقي يتمثل عندما يفقد الفرد قدرة التحكم في هدا العالم الموجود داخل العقل . و في علم البرمجة اللغوية العصبية تبدأ البرمجة الا إرادية بالتكون عبر ما ننطق به و ما نسمعه من كلمات كمتلقين .
أما فكرة الانتحار عبر البرمجة اللغوية العصبية ألا واعية في العقل الباطني فهي تتكون في أعماق العقل الباطني تتكون من ثلاث عناصر LIMBIC , CORTEX ,REPTILIEN و هي الجوانب المسؤولة عن الإبداع و المشاعر و التحركات. و حتى يكون الإنسان في وضع متوازن يجب أن يكون هنالك اعتدال بين مضامين هذه المشاعر.
و الحلول المقترحة للشخص الّذي يعاني من مراودة فكر الانتحار ، هي ضرورة التفطن المبكر لحالات الاكتئاب المؤدية للانتحار و الكشف المبكر عنها لمعالجتها من المراحل الأولى . التوصل الى معرفة المشاهد الوهمية المسببة لهدا الفكر لدى الشخص المتضرر . استدراج الشخص المتضرر لإعادة معايشة المسبب الرئيسي للفكرة من ثم محوها بصورة معاكسة إيجابية لهدا الوهم السلبي. العمل على تاطير المشكل المسبب في فكرة الانتحار و مساعدة المتضرر على الوعي بفكرة انه هو الوحيد المسؤول عن هدا المشكل و تمكينه من اليقين بأنه يملك كل الوسائل للتخلص منه . مساعدة المتضرر على تاطير الهدف الوجودي و رسم استراتيجية الوصول له .التوصل للعوامل الداخلية الدافعة لمشاعر الفرح عند الشخص المتضرر و التركيز عليها في الحوار معه . المتابعة المستمرة للشخص المتضرر عبر ثلاث مؤشرات تقيميه ، درجة وعي الشخص المتضرر بالمسببات الرئيسية لدافع الانتحار ، درجة وعيه بأنه هو الشخص الوحي القادر على معالجة الأمر ، درجة إدراكه لنقاط القوة لدية و بداية تفاعله مع هدف وجودي واقعي قادر على الوصول إليه.
أما المقترحات للوقاية من الظاهرة فتتمثل في نشر ثقافة قبول الآخر و مراعاة مشاعر البعض في المعاملات ، بالإضافة إلي العمل على اكتساب المناعة الواقية للعقل الباطن بتصفية الرسائل المستقبلة عبر الحواس الخمس.
* الآنسة فريال الشهباني.. تونسية ناشطة في المجتمع المدني و مهتمة بالشأن العام