أكد الدكتور سعد العمار سفير خادم الحرمين الشريفين لدي اليونان، علي أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية و اليونان قطعت قفزات متتالية خلال فترة وجيزة، مشيرا إلي أن الاتفاقيات الموقعة مؤخرًا بين البلدين في مجالات الطاقة والاستثمارات والسياحة وغيرها، تعكس قوة الشراكة الاستراتيجية التي حققتها المملكة واليونان، و أيضا زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلي أثينا و زيارة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتوستاكيس إلي الرياض، تظهر ما وصلت إليه العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين .
مقال سعادة السفير بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 92 للمملكة العربية السعودية.
احتفلت سفارة المملكة العربية السعودية مع أصدقائها اليونانيين ،في الثالث والعشرين من هذا الشهر ،باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، هذا اليوم الذي يحتل مكانة خاصة لدى الشعب السعودي، حيث قام الملك المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، بتوحيد كافة مناطق المملكة تحت راية واحدة، ووطن واحد، وأسس جلالته بعد التوحيد، لانطلاقة فريدة نحو التقدم والازدهار والأمن والرخاء، في ظل ظروف اقتصادية وتقلبات سياسية عالمية صعبة ومعقدة ، ونتيجة لذلك وفي عقود قليلة من تأسيسه للمملكة ، أصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من أقوى اقتصادات العالم وعضواً فاعلاً في مجموعة العشرين.

وفي ظل هذه الإنجازات التي تم تحقيقها، قامت حكومة بلادي، وبتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بوضع خارطة طريق لانطلاقة المملكة نحو المستقبل، من خلال رؤية المملكة 2030، حيث بددأت أكبر عملية تطوير تشهدها المملكة في عام 2016 مبنية على قوة المملكة المتعددة بما في ذلك موقعها الاستراتيجي، ومكانتها الإقليمية والدولية ومواردها الطبيعية الهائلة، رؤية 2030 التي حققت خلال أول خمسة أعوام نتائج ممتازة وقفزات غير مسبوقة في كافة المجالات بما في ذلك تطوير أعمال وخدمات القطاع العام، وقطاع الاقتصاد والأعمال، وتحسين جودة الحياة والخدمات الاجتماعية، فقد حققت المملكة 80 نقطة من أصل 100 في مؤشرات تقرير البنك الدولي للمرأة وأنشطة الأعمال والقانون لعام 2022م، متقدمة بنسبة 10 نقاط عن العام السابق، وارتفعت نسبة مشاركة المرأة السعودي بسوق العمل من 19.8% في عام 2016 الى 36.6% في نهاية عام 2021م، ورفعت الرؤية إجمالي الأصول العالمية لصندوق الاستثمارات العامة من 5% الى 31% في حين تضاعف حجم الأصول التي يديرها الصندوق ثلاثة أضعاف تقريباً ، وارتفعت الإيرادات الحكومية غير النفطية بنسبة 122% حيث وصلت الى 403 مليار ريال سعودي من الفترة 2016 الى نهاية 2021م، كما حققت المملكة أكبر قفزة تاريخية حيث تقدمت (39) مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة للخدمات الإلكترونية، فقد كانت بالمرتبة 52 بعام 2018 وقفزت الان الى المرتبة 31 عالمياً، وأطلقت الرؤية منصة “استثمر في السعودية” كأحد أبرز القنوات للتسويق لبيئة الاستثمار في المملكة والمزايا التنافسية فيها، وساهمت هذه المنصة في التقدم 29 مركزًا في تقرير “ممارسة أنشطة الأعمال 2020” الصادر عن البنك الدولي، كما تم تنفيذ برامج إصلاح اقتصاديه كبيرة للاستثمار الأجنبي وساهمت هذه الإصلاحات في زيادة الاستثمارات الأجنبية الجديدة في المملكة بنسبة بلغت 54٪ ، وفي مجال السياحة فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها للزوار من جميع أنحاء العالم بنظام التأشيرة السياحية الجديد عبر موقعها الإلكتروني ( زر السعودية ) وأظهر مؤشر منظمة السياحة العالمية تقدماً استثنائياً للسياحة في المملكة، فلقد أحتلت المملكة المركز الأول في مؤشر نمو قطاع السياحة لدول مجموعة العشرين في تعافي القطاع من آثار جائحة كورونا، وتجاوزت نسبة الزيارات 121% في أعداد السياح القادمين للمملكة مقارنة بأعداد عام 2019 م وما قبل الجائحة، وتستهدف رؤية المملكة استقبال 100 مليون زائر سنوياً مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وسواحلها الفريدة والمواقع التراثية التي تمت إضافتها في اليونيسكو وتنوعها الثقافي الفريد عبر مناطقها المختلفة، وأصبح بإمكان مواطني (49) دولة من ضمنها دول الاتحاد الأوربي الحصول على التأشيرة السياحية بشكل مباشر عبر الموقع الإلكتروني ( زر السعودية) أو الحصول على التأشيرة أثناء الوصول لأي من مطارات المملكة الدولية ، إضافة الى ذلك يجري العمل الان على انشاء مشاريع عملاقة كمدينة نيوم وأكسيجون وتروجينا وذا لاين ومشروع البحر الأحمر ومشروع القدية ومشروع أمالا، ومبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وبرنامج توطين الصناعات العسكرية ، وهذه الرؤية الطموحة تحمل فرصاً ضخمة للمستثمرين وممثلي الشركات وقطاع الأعمال، وهذه أمثلة قليلة على بعض البرامج والقطاعات التي تضمنتها رؤية 2030 وأدعو الجميع لزيارة الموقع الإلكتروني لرؤية المملكة لمشاهدة التحول المذهل الذي تشهده بلادي.

وأود أن أستغل هذه المناسبة الوطنية لأشيد بالعلاقات السعودية اليونانية، التي حققت قفزات متتالية في فترة وجيزة، وأشيد بتأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجي بين البلدين الصديقين الذي جرى توقيعه أثناء زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد مؤخراً الى الجمهورية اليونانية، وبمجلس الأعمال السعودي اليوناني، وأيضاً بالاتفاقيات التي جرى توقيعها مؤخراً بين البلدين في مجال الطاقة والاستثمار والسياحة والنقل البحري والثقافة ومجالات أخرى، وبافتتاح ملحقية تجارية للمملكة في اليونان ، فكل ذلك يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية التي وصلت إليها المملكة واليونان.
ولقد سرني بشكل خاص في الاحتفالية التي أقامتها السفارة الحضور الكبير من أصدقائنا اليونانيين، من المسؤولين المدنيين والعسكريين والوزراء، ورجال الأعمال، ورجال الدين، والسفراء المعتمدين لدى اليونان وأعضاء السلك الدبلوماسي، وكافة الحاضرين من الأصدقاء من اليونان وغيرها، الذين شاركوا المملكة هذا المناسبة الوطنية العزيزة، فشكراً جزيلاً لهم جميعاً.
وفي الوقت الذي نحتفل فيه باليوم الوطني السعودي للمملكة العربية السعودية، فأني أغتنم الفرصة أيضاً بالتقدم بخالص أمنياتي الصادقة بدوام الازدهار والتقدم والرخاء للشعب اليوناني الصديق حكومة وشعباً.
سفير المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اليونانية
د. سعد العمار
إقرأ أيضا:
وزيرة الثقافة والرياضة اليونانية تلتقي مع سفير المملكة العربية السعودية بأثينا