انفردت قناة ” القاهرة الاخبارية” و جريدة” الأهرام” بلقاء خاص مع الرئيس القبرصي الجديد نيكوس خريستودوليدس الذي تولي حكم بلاده بداية الشهر الماضي، و الذي قال أنه يشعر بالسعادة البالغة لزيارته مصر الان كرئيس لجمهورية قبرص، و أن هذه هي زيارته الاولي للخارج بعد اليونان، و إن اختيار الزيارة إلي مصر ليس مصادفة و أن لها معني رمزي كبير، موضحا أن القبارصة يشعرون بأنهم أكثر بكثير من مجرد جيران مع مصر، و أن الدولتان صديقتان وحليفتان ، مجددا عزمة الان كرئيس للجمهورية علي دعم وتعزيز التعاون مع مصر على المستوي الثنائي وعبر آلية التعاون الثلاثي مع اليونان.
و أكد الرئيس القبرصي على دور مصر المحوري في المنطقة، وأنها لاعبا أساسيا في التطورات الدولية و الإقليمية و خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و أنها ركيزة لا غنى عنها للاستقرار في جوارنا و المنطقة بأكملها، و ذكر أن مصر درعًا قويا وضروريًا للغاية في مواجهة الإرهاب، مشيدا بدور الرئيس السيسي والحكومة المصرية في دحر الإرهاب، و إعادة مصر إلي وضعها الريادي في المنطقة، مشيرا إلي أن نيقوسيا تعمل بلا كلل داخل أسرتها الأوروبية لدعم وتعزيز المواقف المصرية.
وأشاد خريستودوليدس بآلية التعاون الثلاثي القبرصي اليوناني المصري و الذي تحول إلي علاقة استراتيجية لتوطيد الاستقرار و التعاون، و قال أن هناك إرادة مشتركة بتعزيز مسألة الربط الكهربائي والتعاون في مجال الطاقة، و تعزيز إطار العمل المشترك بشأن قضايا الشتات بين جميع المغتربين، معربا عن اعتقاده بأن مستقبل العلاقات القبرصية- المصرية ليس واعدًه فحسب، بل يبشر بالخير حقًا لصالح شعبي البلدين و شعوب المنطقة و تحقيق الرفاهية و الازدهار والاستقرار.
وأكد الرئيس خريستودوليدس أن الأولوية القصوى لرئاسته هي إعادة توحيد البلاد من خلال حل شامل للقضية القبرصية، على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإشراك الاتحاد الأوروبي في المفاوضات، معربا عن شكره الحار للجانب المصري على موقفه الثابت تجاه قضية قبرص، حيث تعتبر بلاده أن مصر حليفها الحيوي وشريكها الاستراتيجي في المنطقة.

وهذا هو نص الحديث:
بداية، اسمحوا لي أن أهنئكم على توليكم منصب رئاسة الجمهورية، ونتمنى لكم كل التوفيق. . هل ستخبرنا عن الأولويات التي لديك خلال فترة الرئاسة؟
الرئيس القبرصي: في البداية، أود أن أشكركم على التهاني وعلى الفرصة التي أتحتموها لي لأطلعكم على أولويات وأهداف الحكومة القبرصية الجديدة ورؤيتها.. لقد تسلمت رئاسة جمهورية قبرص في الأول من مارس 2023، في وقت حرج مع تحديات داخلية وإقليمية ودولية، بالتأكيد تم أخذها في الاعتبار عند رسم أولويات الحكم، سواء علي الصعيد الداخلي أو الخارجي، أذكر منها قضايا مثل إدارة آثار الحرب في أوكرانيا، ودعم واتخاذ تدابير لتطوير اقتصاد البلاد، ولكن أيضًا زيادة تقوية وتعميق علاقاتنا مع دول في المنطقة مثل جمهورية مصر العربية فضلاً عن تعزيز علاقاتنا الحالية، و دور قبرص النشط كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية الأخرى، فهذه ركائز مهمة في أولويات إدارتي.
ولا شك أن الأولوية القصوى لرئاستي هي إعادة توحيد البلاد من خلال حل شامل للقضية القبرصية على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والامتثال الكامل للقانون الدولي و لمبادئ وقيم الاتحاد الأوروبي.
أنا مقتنع تمامًا بأن الحل النهائي لمسألة قبرص سيكون مفيدًا للجميع، سواء لقبرص وشعبها، أو لدول منطقتنا، بما في ذلك تركيا، ولكن أيضًا على نطاق المنطقة ككل والاتحاد الأوروبي. لهذا الغرض، بدأت بالفعل اتصالات وبذل جهود لإزالة التعنت التركي والخروج من المأزق الحالي حتى يتم استئناف مفاوضات جديدة لإعادة توحيد قبرص، من حيث توقفت في منتجع” كرانس مونتانا” السويسري.
في الوقت نفسه، يجب أن أشير إلى أن قبرص قد طورت في السنوات الأخيرة شبكة واسعة من التعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط مع الدول الأخرى المتطابقة معها في وجهات النظر، واشير هنا إلى مصر على وجه الخصوص، حيث يتم تعزيز ودعم التعاون في مختلف المجالات. ويتم هذا التعاون بشكل ثنائي (قبرص و مصر) وثلاثي (قبرص و مصر و اليونان) من خلال آليات التعاون الثلاثي، وأيضًا على مستوى متعدد الأطراف من خلال التعاون في إطار منتدى غاز شرق المتوسط ، الذي كان مصدر إلهام للحكومة المصرية.
لذلك، كما ذكرت أعلاه، تتمثل إحدى أولوياتي الرئيسية في زيادة تعزيز هذه الشراكات وتعميقها وتوسيعها، حيثما وأينما أمكن، وأعتقد بصدق أن هناك آفاقًا واعدة.
ما مغزى زيارتكم إلى مصر، وكيف ترون مستقبل العلاقات الثنائية؟
الرئيس القبرصي: بداية، اسمحوا لي أن أؤكد أنني أشعر بالسعادة حقًا لزيارة مصر بصفتي رئيس جمهورية قبرص الآن. الزيارة هي رحلتي الأولى إلى الخارج بعد اليونان، ومن الواضح أن هذه ليست مصادفة ولكنها خطوة ذات معنى رمزي للغاية وأكثر من ذلك بكثير.
وتهدف زيارتي هنا، إلى إعادة التأكيد على المستوى الممتاز للشراكة الاستراتيجية التي تتمتع بها قبرص ومصر، ولكن أيضًا لتحديد الخطوات الملموسة التالية فيما يتعلق بتعزيز هذه الشراكة، حيث تظل جمهورية قبرص ثابتة وملتزمة بمواصلة تعميق التعاون متبادل المنفعة بين نيقوسيا والقاهرة في العديد من القطاعات مثل الطاقة والدفاع والأمن، وكذلك السياحة والتعليم والبيئة والابتكار، إلخ.
نحن أكثر بكثير من مجرد جيران، قبرص ومصر دولتان صديقتان، دولتان حليفتان تحافظان على علاقات وثيقة على المستوى السياسي وعلى مستوى مواطنينا. كما تتميز علاقاتنا بعمق تاريخي وروابط ثقافية وثيقة، فضلاً عن التقاء المصالح القبرصية المصرية في أوقات صعبة ومضطربة أحيانًا.. هذه هي الأسس القوية التي سنبني عليها علاقاتنا الإستراتيجية على الصعيدين الثنائي والثلاثي، دائمًا بما يصب في خدمة مصالحنا المشتركة وكذلك مصالح المنطقة بأكملها.
وكما ذكرت من قبل، فإن الأولوية القصوى بالنسبة لي شخصيًا وحكومتي هي زيادة تعزيز أوجه التعاون والقائمة بالفعل في مجموعة من القضايا التي تهمنا، وستستمر فيها مجهوداتنا خلال الفترة المقبلة. وللإشارة، أود أن أذكر أننا نعلق أهمية كبيرة على تحقيق قمة G2G (حكومة إلى حكومة) القادمة التي ستعقد في قبرص خلال هذا العام، وكذلك القمة الثلاثية القادمة بين قبرص – اليونان – مصر، والتي ستقام في مصر، وسأكون محظوظًا للغاية لأكون في بلدك المضياف مصر مرة أخرى.
ومن القضايا الأخرى المدرجة على جدول أعمالنا الثنائي، والتي تهم إدارتي أيضًا، بشكل واضح تعزيز مسألة الربط الكهربائي، والتعاون فيما يتعلق باستغلال الطاقة من الموارد المتاحة في المنطقة، وتعزيز أوجه التعاون فيما بيننا في المحافل الدولية والإقليمية. بالإضافة إلى تعزيز إطار العمل المشترك بشأن قضايا الشتات بين جميع المغتربين في بلداننا. لذلك أنا على يقين من أن مستقبل العلاقات القبرصية- المصرية ليس واعدًا فحسب، بل يبشر بالخير حقًا لصالح شعوبنا و تحقيق الازدهار والاستقرار في المنطقة.
كيف ترون دور الرئيس السيسي سواء في الداخل المصري أو دوليا؟
الرئيس القبرصي: اعرف الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ سنوات، منذ أن كنت متحدث باسم الرئاسة القبرصية و بعد ذلك وزيرا للخارجية و التقيت به عدة مرات، لا يخفي علي احد الجهود المضنية و المستمرة التي يقوم بها سواء داخل مصر أو خارجها، و أشير إلي الإصلاحات غير المسبوقة التي ينفذها علي أرض الواقع لصالح الشعب المصري، بالإضافة إلي أنه إعادة دور مصر الريادي و المحوري، كما يحسب له دوره البارز في حل خلافات دول المنطقة، و سعيه لاستقرار و رفاهية و أمن الشعب المصري و الشعوب المجاورة.
التعاون في مجال الطاقة يعتبر من أهم القطاعات حاليا نظرا للظروف الخاصة التي يمر بها العالم، ما آخر التطورات في تعاونكم مع مصر في هذا المجال وما هي المشاريع التي سيتم تنفيذها؟
الرئيس القبرصي: كما ذكرت، فإن قطاع الطاقة هو أحد أهم مجالات التعاون بين دول شرق البحر الأبيض المتوسط، وكان أيضًا العامل الحاسم الذي أدى إلى بدء جهود التعاون الإقليمي. والحقيقة أن منطقتنا غنية باحتياطيات الطاقة التي تخلق فرصًا للتنمية الاقتصادية، ولكن على نفس القدر من الأهمية، لتعزيز العلاقات بين الدول المتعاونة وترسيخ السلام والاستقرار.
وتتعزز أهمية تطوير هذا التعاون بسبب الوضع الجيوسياسي الحالي مع انعدام أمن الطاقة السائد في أوروبا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. إنه سبب إضافي أن منطقتنا تستقطب اهتمامًا متزايدًا من المجتمع الدولي، ويظهر ما يسمى بالممر البديل لشرق البحر الأبيض المتوسط كخيار موثوق لتزويد الطاقة للأسواق الأوروبية – وليس فقط – الأسواق، حيث أنه ليس من قبيل المصادفة أن في يونيو الماضي، وعلى هامش الجمعية الوزارية لمنتدى غاز شرق المتوسط، تم التوقيع في القاهرة على مذكرة تفاهم ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي ومصر وإسرائيل لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وفي محاولتنا هذه لتفعيل التعاون في مجال الطاقة، علينا ان ندرك جميعا من ان الوقت ضيق لاستثمار الاحتياطات المتوفرة، ولذا علينا ان نعمل بخطوات سريعة.
فيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة بين قبرص ومصر، يتم تنفيذ ذلك على جميع المستويات كما ذكرت أعلاه، و أن تتويج جميع مبادرات التعاون في مجال الطاقة بلا شك جاء من خلال إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط بمبادرة من مصر، والذي يهدف من خلال تطوير أوجه التعاون إلى إطلاق مشاريع الطاقة في المنطقة بالكامل لصالح الدول وشعوبها، كما تعلمون، فقد دعمت جمهورية قبرص هذه المبادرة المصرية منذ البداية، و كانت من الأعضاء المؤسسين، و تولت رئاسة المنظمة عام 2022، كما نحن في تعاون وثيق وإلى جانب الرئاسة المصرية للمنظمة لعام 2023 .
في الوقت نفسه، تمضي جمهورية قبرص في تطوير خطة الطاقة الخاصة بها فيما يتعلق بالجهود المبذولة لاستغلال الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
يجب أن نعترف بأن هناك تأخير في هذا الأمر، لعدد من الأسباب، بما في ذلك عدم وجود البنية التحتية اللازمة قبالة سواحل قبرص. وتحقيقا لهذه الغاية، تدرس جمهورية قبرص خيارات مختلفة، بما في ذلك استخدام البنية التحتية الحالية في مصر. أذكرك أنه في عام 2018 تم توقيع اتفاقية لبناء خط أنابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي من المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية إلى مصر. وقد تم بالفعل تفعيل لجنة مشتركة لرصد التقدم المحرز في هذا المشروع.
وبالإضافة إلى استغلال الغاز الطبيعي، تولي قبرص ومصر أهمية كبيرة للربط الكهربائي بين البلدين وكذلك مع اليونان. حيث سيؤدي تطوير مثل هذا المشروع بشكل أساسي إلى ربط الشبكة الكهربائية في مصر بشبكة أوروبا، مع المساهمة في إزالة العزلة الكهربائية لقبرص، وتغلغل مصادر الطاقة المتجددة في البلدين.
وفي أكتوبر 2021، تم توقيع مذكرة تفاهم ذات صلة بين قبرص ومصر، ولكن أيضًا على المستوى الثلاثي مع اليونان، وهناك إرادة مشتركة لتنفيذ هذا المشروع المفيد للطرفين.

لقد استضافت قبرص القمة الثلاثية لآلية التعاون الثلاثي (مصر و قبرص و اليونان) ثلاث مرات. كيف ترى هذا التعاون؟
الرئيس القبرصي: حقيقة أنه منذ عام 2014، عقدت تسع مؤتمرات قمة بين رؤساء دول وحكومات قبرص واليونان ومصر، و أقيمت بشكل دوري على أساس ثابت، مع الاستثناء الوحيد أثناء الوباء، و هذا يدل على الأهمية التي يوليها كل جانب منا في آلية التعاون الثلاثي.
علاوة على ذلك، أعتقد اعتقادًا راسخًا أن اهتمام دول أخرى، مثل فرنسا، بالمشاركة في لقاءات نيقوسيا – أثينا – القاهرة، بالإضافة إلى الإرادة المشتركة من جانب الأطراف الثلاثة لإدراجها فيه، لا يمكن اعتباره مصادفة. على العكس من ذلك، يشهد مثل هذا التطور على أهمية الآلية الثلاثية، ليس فقط لإضفاء الطابع الإقليمي على شرق البحر الأبيض المتوسط ولكن أيضًا للبيئة الجيوسياسية الأوسع الأوروبية والدولية.
يجب أن أشير أيضًا إلى أنه من أجل دعم الجهود المذكورة أعلاه وتحقيقها بشكل صحيح، كما تعلمون، فإننا نمضي قدمًا في إنشاء الأمانة الدائمة للآلية الثلاثية، والتي تم من أجلها اختيار الموظفين و المندوبين و إنشاء مبنى في قبرص. كما أشير إلى اعتزامنا، عندما تسمح الظروف السياسية، إنشاء منظمة أمن وتعاون إقليمية في المنطقة.
في هذه المرحلة، اسمحوا لي أن أذكر القراء أن مصر بالنسبة لنا هي أقرب حليف لنا في العالم العربي. وبالنسبة لجمهورية قبرص، فإن مصر دولة محورية وعاملا أساسيا في التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وركيزة لا غنى عنها للاستقرار في جوارنا والمنطقة بأكملها، ودرعًا ضروريًا للغاية في مواجهة الإرهاب. لهذه الأسباب، من بين أسباب أخرى، تعمل نيقوسيا بلا كلل داخل أسرتها الأوروبية لدعم وتعزيز المواقف المصرية. لذلك، بناءً على ما سبق، يمكن بسهولة إدراك الأهمية التي نعول عليها على علاقتنا مع مصر وآلية التعاون الثلاثي.
بمناسبة هذه المقابلة، أود أيضًا أن أكرر أن التعاون الثلاثي القبرصي اليوناني المصري قد تحول إلى علاقة استراتيجية، وهذا يرجع إلى هدفنا المشترك المتمثل في توطيد السلام والتعاون في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط على أساس، نهج إيجابي، مع احترام القانون الدولي، والتزامنا جميعًا بتعزيز علاقات حسن الجوار واحترام سيادة ووحدة أراضي كل بلد. ولهذا السبب ترى جمهورية قبرص أن آلية التعاون الثلاثي جزء لا يتجزأ من سياستنا الخارجية وبالتالي من مصالحها الحيوية في المنطقة.
لقد التقيتم زعيم القبارصة الأتراك.. ما هي طموحاتكم لحل القضية القبرصية في ضوء الأفكار الجديدة التي أعلنتم عنها؟
الرئيس القبرصي: فيما يتعلق بالجزء الأول من السؤال، والاجتماع مع زعيم القبارصة الاتراك يجب أن أشير إلى أنه على الرغم من طبيعته الرسمية، فقد تم ذلك بمبادرة مني حتى قبل أن أتولى واجباتي كرئيس للجمهورية، وهذا يدل أيضًا على تصميمي على كسر الجمود الحالي بهدف إنهاء الاحتلال التركي وإنهاء تقسيم الجزيرة من خلال حل القضية القبرصية على أساس الإطار المتفق عليه ومبادئ وقيم الاتحاد الأوروبي.
لذلك، فإن شغلي الشاغل، هو استئناف المفاوضات الموضوعية حول إطار الحل المتفق عليه على النحو المحدد في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والاتفاقيات رفيعة المستوى والقرارات الأوروبية. هدفنا يتمحور في إيجاد حل بدون قوات احتلال وبدون ضمانات أجنبية، مما يعيد وحدة بلادنا وأراضيها وشعبها ومؤسساتها في دولة اتحادية ثنائية المناطق، ثنائية الطوائف، حيث يجب ضمان حقوق الإنسان والأمن للجميع، بما في ذلك مواطنيها، واحترامها بالكامل. وألاحظ بارتياح اهتمام مصر بمضمون حل محتمل للقضية القبرصية لأنه يؤثر بالتأكيد على الحقائق والتطورات في المنطقة.
و بناءً على ما أشرت إليه أعلاه، ومع مراعاة الوضع الحالي على المستوى الدولي من جهة، والحاجة الماسة لإلغاء الوضع الراهن غير المقبول في قبرص من جهة أخرى، لقد قدمت بالفعل العناصر الأساسية من اقتراحنا لمشاركة أكثر نشاطا من جانب الاتحاد الأوروبي في القضية القبرصية، سواء في الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات أو أثناء عملية التفاوض.
اسمحوا لي أن أوضح هنا أننا عندما نشير إلى مشاركة الاتحاد الأوروبي، فإننا نعني دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة. إنني على يقين من أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في كسر الجمود، وفي عملية التفاوض نظرًا لأنه يمتلك كل تلك الأدوات والحوافز المتاحة لجميع الأطراف، والتي يمكن أن تؤدي إلى حالة من المنفعة المتبادلة. جهودنا ليست ولن تكون فقط حول خلق منفعة من جانب واحد ولكن الترويج التدريجي لحالة المنفعة المتبادلة. وهنا أود أن أشير إلى أن الفائدة النهائية لجمهورية قبرص ستكون في حل مشكلة قبرص وإعادة توحيد قبرص، مما سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة أيضًا.
أخيرًا، اسمحوا لي في هذه المرحلة أن أعبر شخصيًا عن شكري الحار للجانب المصري على موقفه الثابت من قضية قبرص، وجهودنا لإنهاء الاحتلال التركي غير الشرعي للجزيرة وإعادة توحيد بلادي.
كيف هي العلاقة حاليا مع تركيا وما إذا كان هناك خفض للتوتر؟
الرئيس القبرصي : تركيا هي الدولة التي غزت الجزيرة في عام 1974 ومنذ ذلك الحين تحتل بالقوة أكثر من 36٪ من أراضي جمهورية قبرص مع كل عواقب هذا الاحتلال. إنه البلد الذي أقام في الأراضي المحتلة كيانا انفصاليا خاضعا له بالكامل، والذي يعمل على تطويره الآن، و أن الأهداف والغايات ترتبط بالتأكيد بأهداف تركيا الإقليمية في المنطقة الأوسع.
في الوقت نفسه، تركيا دولة مجاورة لقبرص، نحن نعلم جيدًا أن الجغرافيا لا تتغير، لكن رغبتنا في أن تكون لدينا تركيا المجاورة التي تحترم القانون الدولي والتي تربطنا معها علاقات حسن الجوار، كما فعلنا مع بقية جيراننا.
لقد أظهرت الزلازل المدمرة الأخيرة في تركيا وسوريا، و والاستجابة المؤثرة من جانب القبارصة لتقديم كافة أشكال المساعدة، اثبتت بأنه عدا نواقيس الحرب و التهديدات التي تنطلق من الحكومة التركية، فانه في المحصلة، إن كل الناس في قبرص و في مصر ولكن أيضًا في تركيا وأماكن أخرى، يريدون العيش في ظروف آمنة و مستقرة. كما أعتقد أن هذه الرغبة الشديدة، التي تزداد حدة ووضوحًا في حالات الأحداث المأساوية مثل الزلازل الأخيرة، ستنتقل أيضًا إلى المستوى السياسي للبلاد، ونحن نتطلع إلى التحسين المستمر لعلاقاتنا مع جميع جيراننا، بما في ذلك تركيا.
ولهذا السبب نستجيب بروح إيجابية من خلال اقتراح أوجه التعاون والحلول التي تعود بالفائدة على الجميع، ونأمل أن تدرك تركيا أيضًا أنه سيكون من مصلحتها عدم التصعيد، وكذلك العودة إلى طاولة المفاوضات الموضوعية لحل القضية القبرصية، مما سيؤدي الي خلق بيئة مفيدة لجميع الأطراف، و المطلب الأساسي لهذا السياق هو تخفيف التوتر بشكل دائم و جوهري من الجانب التركي .
شكرا فخامة الرئيس على هذا اللقاء، وإذا اردت اضافة شيء ؟
الرئيس القبرصي: بالنيابة عن الوفد المرافق لي في الزيارة إلى القاهرة، أتقدم بالشكر الجزيل على حسن الضيافة في مصر. إنني على ثقة من أن جميع المشاورات بين الجانبين ستكون بناءة، وتستحق تعاوننا المشترك في المنطقة وتعاوننا الاستراتيجي البناء.
شكراً جزيلاً لك شخصياً على الفرصة التي منحتني إياها للتعبير عن مواقفنا، وأود أن أختتم حديثي بالتأكيد للشعب المصري على الأهمية التي نوليها لزيادة تعزيز علاقاتنا الثنائية وآلية التعاون الثلاثية مع اليونان، وكذلك التأكيد على أن قبرص تعتبر مصر حليفها الحيوي وشريكها الاستراتيجي في المنطقة.
Comments 1